الجمعة، 3 مايو 2013

تحريم الذهب والحرير على الرجال


فتوى رقم (7)
سنة 1998م
س/ ما الحكمة من تحريم التحلي بالذهب والحرير للرجال؟
ج/ الأصل في الإيمان التسليم لأمر الشارع ونهيه بدون اعتراض، وهذا معنى الإسلام. فالله تعالى يختبر عباده بأحكام تتوضَّح العلّة من ورائها، ويختبرهم بتكاليف لا تتوضّح لهم العلّة من ورائها.
فالإبط أكثر إنتاناً من الساعد وأحوج إلى الغسل منه في العضد، ومع ذلك لم يوجب غسله عند كلّ وضوء! والذي أوجب غسل الوجه عند كلّ الوضوء، لم يوجب صبَّ الماء على السوءتين النتنتين عند كلّ وضوء، إذا كان ناقض الطهارة هو البول، وإنما يكتفي بثلاثة أحجار تنظف فتحة الإحليل... إلخ.
فإذا استطعنا معرفة العلّة والحكمة من وراء الحكم الشرعي، فهو لزيادة الاطمئنان ولراحة القلب ولإمكان إبلاغ الدعوة مع وضوح الدليل.
وقضية تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال دون النساء تدخل في ثلاث شُعَب لابُدّ من التعمّق وراء حيثياتها للتحقق من فهمها..
أما الأولى؛ فهي المصلحة الشرعية. فالذهب والحرير حليتان جميلتان يحبها الرجل والمرأة على السواء، والشارع الحكيم أباح للمرأة التحلي بالذهب والحرير –وهما من الرجل غالباً-؛ لأن في تحليها بهما إشباع رغبته العاطفية تجاهها، مع عدم السرف في ذلك، ولو جاز له التحلي بالذهب ولبس الحرير؛ لتصرّف قدر هائل من مال الأمة نحو الزينة، وتعطّلت المصالح الشرعية في المال.
ويلاحظ لدى الأثرياء منّا أنه يشتري العباءة الغالية جداً لمجرد أنها غالية حتى لو لم يفقه سبب غلائها، فلو جاز له التحلي واللبس؛ لصار هذا مدعاة لغلاء فاحش لهاتين المادتين؛ فالندرة هي سبب ارتفاع قيمة الأشياء، ولجمّد قدر كبير من مال الأمة وأصبح كنزاً بحجة التحلي واللبس.
أما الثانية؛ فهي المكارم الشرعية. والفرق بينهما، أن المصالح الشرعية تخدم الضرورات، بينما المكارم الشرعية تخدم التحسينات. والتحلي بالذهب ولبس الحرير من الترفه كما يقرّ بذلك الخلق أجمعين، وهو منافٍ للرجولة التي يغلب عليها طابع الحزم والقوة اللتان لا تنسجمان مع حقيقة التحلّي بالذهب ولبس الحرير.
والثالثة: الفطرة. إن الله تبارك وتعالى جبل كلاً من الجنسين على صفات وطبائع يختلف فيها أحدهما عن الآخر، فما كان الكماليات عند الرجل يعدّ من الضروريات عند المرأة، وتنتهي رغبات الرجل في الترفّه عندما تبدأ رغبات المرأة فيه. ولهذا.. فلا تجد من الرجال من يستروح إلى لبس الحرير والذهب والحلي إلا المخنثين أو من كثرت في دمه الهرمونات الأنثوية، والله تعالى أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق